خصوبة المرأة هي عامل أساسي يؤثر على قدرة الزوجين على الحمل والرزق بالأطفال بصورة طبيعية لا تحتاج إلى التدخلات الطبية، وغالبًا ما يتم الاهتمام بالعوامل المؤثرة عليها في محاولات علاج العقم.
ولحسن الحظ، توجد الكثير من التحاليل وفحوصات الخصوبة للنساء، والتي يمكنها تحديد المشكلة التي يواجهها الزوجين بكل سهولة، وعلاج تلك المشكلة بأبسط صورة وأقصر طريق.
في هذا المقال نشرح لكِ ما هي خصوبة المرأة وما هي العوامل التي تؤثر عليها، كما نذكر بعض الفحوصات التي يمكن الاعتماد عليها في تحديد مشاكل الخصوبة المتعلقة بالمرأة وكيفية علاجها.
ما معنى خصوبة المرأة؟
خصوبة المرأة هي قدرتها على الحمل والإنجاب، دون الحاجة إلى تدخلات طبية أو عوامل خارجية، تمتد فترة خصوبة المرأة من بداية نزول الدورة الشهرية لأول مرة، وحتى فترة انقطاع الطمث “سن اليأس”، كما توجد بعض الفترات التي تتميز فيها المرأة بخصوبة عالية خلال الشهر، وهي فترة التبويض.
تتميز الكثير من النساء في الوطن العربي بخصوبة مرتفعة، مما يساعدهم على الإنجاب بعد الزواج مباشرة دون الحاجة إلى أي تدخلات طبية، ولكن هناك الكثير من العوامل التي تؤثر على الخصوبة سلبًا، إلا أنه ولحسن الحظ يسهل عادة التحكم في تلك العوامل وتغييرها لزيادة خصوبة المرأة.
اقرأ من هنا : ما هي فترة الخصوبة لدى المرأة وكيف يمكن تحديدها
العوامل المؤثرة على خصوبة المرأة
هناك بعض العوامل التي تؤثر على الخصوبة لدى المرأة مما قد يضعف قدرتها على الحمل والإنجاب، منها على سبيل المثال:
العمر
تكون خصوبة المرأة في ذروتها في العشرينات وبداية الثلاثينات، ولكن مع التقدم في العمر تقل الخصوبة تدريجيًا، حيث ينخفض مخزون البويضات في المبيض، كما تقل جودتها، مما يؤثر على جودة ومعدل الإخصاب.
العلاقة الزوجية
تؤثر طريقة وعدد مرات ممارسة العلاقة الجنسية بصورة كبيرة على خصوبة المرأة، حيث يقوم الطبيب بتشخيص العقم فقط عند قضاء الزوجين فترة لا تقل عن عامين معًا، مع ممارسة العلاقة الزوجية بصورة سليمة دون استخدام وسائل منع الحمل.
نمط الحياة
يعد نمط الحياة من أهم العوامل المؤثرة على خصوبة المرأة، حيث تقلل العديد من العادات السلبية السيئة من خصوبة المرأة، مثل: التدخين، زيادة الوزن، إدمان الكحول والمخدرات، الضغط النفسي والعصبي.
الأدوية
تؤثر بعض الأدوية على توازن الهرمونات في الجسم مما يسبب اختلال معدل التبويض في الجسم، كالأدوية التي تزيد من مستوى البرولاكتين، مثل:
- كلوربرومازين.
- هالوبيريدول.
- ريسبريدون.
- ميثيل دوبا.
- سيميتيدين.
- سيرترالين.
- فلوكستين.
اقرأ من هنا : أفضل 7 أدوية لزيادة الخصوبة عند النساء وزيادة فرص الحمل
هل يوجد مشاكل تمنع الحمل بسبب المرأة؟
الأسباب التي تمنع الحمل لا حصر لها، منها ما يتعلق بخصوبة المرأة، ومنها ما يتعلق بخصوبة الرجل، وفي بعض الأحيان، يحدث العقم دون وجود أي مشكلة عضوية لدى الزوجين، وهو ما يعرف بالعقم غير محدد الأسباب “Unexplained Infertility“.، من ضمن المشاكل التي تؤثر على الخصوبة وتمنع الحمل بسبب المرأة:
أمراض ومشاكل الرحم
تؤثر أمراض الرحم على عملية الحمل والإنجاب، حتى بعد إتمام عملية الإخصاب، مما يؤدي إلى عدم إتمام الحمل بصورة سليمة، مثل: وجود الأورام الليفية، والزوائد اللحمية والبطانة المهاجرة، أو بعض العيوب الخلقية مثل وجود حاجز داخل الرحم.
أمراض قناتي فالوب
في بعض الأحيان يمكن أن تصاب الأنابيب المعروفة بقناتي فالوب بالالتهابات الناتجة عن التهابات الحوض، مما يسبب التصاقها وانسدادها، وهو ما يؤثر على عملية الإخصاب وتلقيح البويضات.
أمراض المبيض
من أشهر أمراض المبيض التي قد تعيق حدوث الحمل هي تكيسات المبيض “PCOs“، والتي تؤثر على عملية التبويض وانتظام الدورة الشهرية.
مشاكل التبويض
هناك العديد من العوامل والأسباب التي تؤثر على عملية التبويض، مما يمنع خروج البويضات الناضجة من المبيض بانتظام وهو ما يقلل من خصوبة المرأة بشكل كبير، مثل انقطاع الطمث المبكر.
بعض الأمراض الأخرى
هناك بعض الأمراض والحالات الصحية العامة التي تؤثر على خصوبة المرأة بالرغم من عدم تأثيرها المباشر على الجهاز التناسلي للمرأة، حيث تسبب اختلالًا في إفراز هرمونات الجسم، مما يؤثر على الخصوبة، منها على سبيل المثال:
- أمراض الغدة الدرقية.
- أورام الغدة النخامية.
- مرض السكري.
- ارتفاع نسبة الكوليسترول.
قد يهمك: علامات ضعف الخصوبة عند المرأة.
فحوصات الخصوبة للنساء
تتوافر العديد من فحوصات الخصوبة للنساء، والتي عادة ما يتم اللجوء إليها لتحديد أسباب العقم وعلاجها، خاصة عند محاولة الإنجاب بالطرق الطبيعية لوقت طويل دون جدوى.، فيما يلي نوضح لكم أهم تلك الفحوصات، ودلالة كل منها:
تحليل مخزون المبيض “AMH“
الهرمون المضاد لمولر “Anti-müllerian hormone” (AMH) هو الهرمون المسؤول عن تكوين الجهاز التناسلي الأنثوي في الأجنة، كما أنه يعبر عن مخزون البويضات في المبيض بعد البلوغ، فكلما زادت نسبة هذا الهرمون في الجسم، يدل ذلك على وجود مخزون مرتفع من البويضات، وهو ما يدل أيضًا على الخصوبة المرتفعة.
يمكن قياس نسبة الهرمون المضاد لمولر في الدم، وتتراوح نسبته الطبيعية ما بين 1.5: 4 نانوجرام/مل، توجد عدة استخدامات أخرى لتحليل “AMH“، منها على سبيل المثال:
- تحديد بداية فترة انقطاع الطمث أو قلة حدوث الدورة الشهرية.
- تشخيص تكيسات المبيض “PCOs“.
- متابعة بعض أورام المبيض.
تحليل الهرمون المُنشط للحويصلة “FSH“
الهرمون المنشط للحويصلات “Follicle stimulating hormone” (FSH) هو أحد الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية الموجودة في المخ، وهو المسؤول عن تنظيم الدورة الشهرية، وتحفيز المبيض لإنتاج البويضات الناضجة اللازمة لحدوث عملية التبويض.
يمكن قياس هرمون ال “FSH” في الدم، ويجب ألا تزيد نسبته عن 10 وحدات/مل، حيث تشير النسب العالية من هذا الهرمون إلى وجود مشكلة بالمبيض وعدم توافر عدد كافي من البويضات الناضجة اللازمة للإخصاب.
عادة ما يتم قياس هرمون ال “FSH” في اليوم الثالث إلى الخامس من الدورة الشهرية، ويتم ذلك مع قياس هرمون آخر يعرف بالهرمون اللوتيني “Luteinising hormone” (LH)، حيث تساعد نسبة كل منهما على تحديد وتشخيص المشكلة المؤثرة على الإخصاب لدى المرأة.
التصوير بالموجات فوق الصوتية
يُستخدم السونار المهبلي لرؤية الرحم والمبيض بصورة واضحة، مما يساعد على تشخيص ومعرفة المشاكل أو الأمراض التي قد تؤثر على خصوبة المرأة مثل تكيسات المبيض أو الأورام الليفية داخل الرحم أو ما شابه.
تحليل الصبغة أو مخطط الرحم “HSG“
لكي يحدث الحمل بصورة طبيعية يجب أن تكون كل أعضاء الجهاز التناسلي سليمة، والتي تتضمن المبيض، وقناتي فالوب، والرحم.
في هذا التحليل، يقوم الأطباء بحقن صبغة معينة في الجهاز التناسلي عن طريق المهبل، ثم يتم عمل أشعة “X-Ray” على الجهاز التناسلي بأكمله، لتحديد أو تشخيص وجود أي انسداد أو التصاق أو زوائد لحمية أو أي مشكلة أخرى تعيق حدوث الحمل بصورة طبيعية.
بعض التحاليل الأخرى
يمكن أن تستخدم المناظير سواء المهبلي أو البطني كإحدى فحوصات الخصوبة للنساء، حيث تساعد على رؤية الرحم بشكل أكثر وضوحًا، وأخذ عينة في بعض الأحيان لتحديد المشكلة.
هناك أيضًا بعض تحاليل الخصوبة الأخرى التي يمكن أن يطلبها الطبيب في حالات علاج العقم، ولكنها غير متعلقة بالمرأة، مثلا تحليل السائل المنوي على سبيل المثال، والذي يستخدم لمعرفة عدد وجودة الحيوانات المنوية وكمية السائل المنوي وبعض العوامل التي تؤثر سلبًا على الخصوبة بوجه عام.
علاج قلة الخصوبة عند المرأة
تختلف طرق علاج الخصوبة عند المرأة باختلاف السبب المؤدي للعقم أو قلة الخصوبة، فمشاكل التبويض مثلًا يمكن عادة علاجها باستخدام بعض الأدوية التي تساعد على توازن الهرمونات في الجسم، أو استخدام أدوية التنشيط التي تساعد على تحفيز المبيض لإنتاج أكبر عدد من البويضات الناضجة.
أما إذا كانت المرأة تعاني من انسداد قناتي فالوب، فيمكن استخدام وسائل أطفال الأنابيب أو الحقن المجهري، لحدوث عملية تخصيب البويضة خارج الرحم وحقنها مباشرة داخل الرحم بعد نمو الأجنة.
وبالنسبة لمشاكل الرحم مثل وجود الأورام الليفية أو الزوائد اللحمية، فيفضل علاج تلك الأمراض قبل محاولة الإنجاب، حيث يكتمل الحمل بصورة سليمة.
وهناك الكثير من الطرق الأخرى التي يمكن استخدامها لعلاج مشاكل الخصوبة لدى المرأة، ولكن يجب أن يتم اختيار طريقة العلاج المناسبة لكل حالة بعد استشارة الطبيب.
اقرأ من هنا : كل شيء عن الخصوبة عند المرأة من الألف للياء
الخلاصة
خلاصة dopamineclinical، تستخدم تحاليل وفحوصات الخصوبة على الأغلب في حالات العقم، حين يحاول الزوجان الإنجاب بالطرق الطبيعية لفترات طويلة “عام إلى عامين” دون نتيجة مرجوة.
وتختلف فحوصات الخصوبة للنساء اختلافًا كبيرًا بين كل سيدة وأخرى، حيث يتم تحديد الفحص المناسب للحالة بناء على التاريخ المرضي الشخصي والعائلي، حيث تساعد تلك التحاليل في معرفة السبب الرئيسي المؤثر على الخصوبة والمسبب للعقم، وعلاج هذا السبب بما يناسب كل حالة.
الأسئلة الشائعة حول فحوصات خصوبة النساء
ماذا يعني فحص الخصوبة؟
فحوصات الخصوبة للمرأة هي بعض التحاليل والأشعة التي تساعد المرأة على تحديد وتشخيص المشاكل التي تؤثر على الخصوبة وتسبب العقم لدى النساء.
ما معني خصوبة عالية جدًا؟
الخصوبة هب قدرة المرأة على الحمل والإنجاب، وفي فترة التبويض تتميز المرأة بخصوبة عالية جدًا، وهو ما يعني زيادة احتمالات الحمل وحدوث الإخصاب عند ممارسة العلاقة الزوجية في تلك الفترة.
ما معنى ضعف الخصوبة عند المرأة؟
ضعف الخصوبة عند المرأة هي صعوبة أو عدم قدرة المرأة على الحمل والإنجاب بالصور الطبيعية، نتيجة لوجود مشاكل بالجهاز التناسلي أو التبويض أو بعض الأمراض الأخرى، مما يتطلب التدخل الطبي لحدوث الحمل والإنجاب.
