الإفرازات المهبلية هي أمر معتاد لدى الكثير من السيدات، وهي ظاهرة طبيعية تدل على سلامة جهازك التناسلي في بعض الأحيان، أو الإصابة بالعدوى والحاجة إلى تلقي العلاج في أحيان أخرى.
وقد تتساءل بعض السيدات “هل وجود افرازات بيضاء كريمية في اليوم 17 من الدورة يدل على حمل؟” حيث تشير الإفرازات أيضًا إلى حدوث الحمل وعملية التبويض.
في هذا المقال، نشرح لكم كل ما يخص الإفرازات الكريمية البيضاء بأنواعها المختلفة، وكيف يمكنكِ الاستدلال عليها، ومتى يجب عليكِ زيارة الطبيب بشأنها.
كيف تبدو الإفرازات البيضاء الكريمية
الإفرازات الكريمية البيضاء هي عبارة عن إفرازات مهبلية لزجة وكثيفة يفرزها الجهاز التناسلي للمرأة على مدار الشهر، ويختلف لون وشكل تلك الإفرازات بشكل طفيف على حسب كل مرحلة من الدورة الشهرية.
يفرز جسم المرأة تلك الإفرازات حتى يستطيع طرد الجراثيم والأتربة وأي مواد غير مرغوب فيها خارج الجهاز التناسلي، وذلك للحفاظ عليه من العدوى، كما يعمل كوسط طبيعي يساعد على وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم لتخصيب البويضة أثناء مرحلة التبويض.
على ماذا تدل الإفرازات البيضاء الكريمية
في معظم الأوقات، يدل افرازات بيضاء كريمية في اليوم 18 من الدورة على أنك تتمتعين بصحة جيدة، وأن جهازك التناسلي يعمل بشكل جيد، ولكن تختلف دلالة كل نوع من تلك الإفرازات على حسب المرحلة التي تكون فيها المرأة أثناء الدورة الشهرية.
هناك 5 أنواع من الافرازات البيضاء الكريمية، وهما:
- الإفرازات البيضاء الكريمية قبل الدورة الشهرية
نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث قبل موعد الدورة الشهرية، تزداد الإفرازات المهبلية وتصبح أكثر سماكة ولزوجة، كما أن لونها يصبح داكنًا إلى حد ما.
وتدل تلك الإفرازات على انخفاض الخصوبة في تلك المرحلة، حيث تعمل على منع وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم لعدم وجود بويضة جاهزة للتخصيب، وذلك عند ممارسة العلاقة الزوجية قبل الدورة الشهرية مباشرة.
قد تلاحظين أيضًا اختلاط بعض قطرات من الدم مع افرازات بيضاء كريمية قبل أو بعد الدورة الشهرية مباشرة، أو تحولها إلى اللون البني الداكن أو الفاتح، وهو أيضًا أمر طبيعي ولا يدعو للقلق.
- افرازات بيضاء كريمية في اليوم 17 من الدورة
تلاحظ بعض السيدات وجود افرازات بيضاء كريمية في اليوم 17 من الدورة، أو في منتصف الدورة الشهرية بشكل عام، وتميل تلك الإفرازات إلى أن تكون أكثر شفافية وأقل لزوجة.
وتعتبر تلك هي إفرازات التبويض التي تدل على زيادة فرص الحمل، حيث تختلف تلك الإفرازات تمامًا عن الموجودة قبل الدورة الشهرية بشكل يساعد على سهولة حركة الحيوانات المنوية ووصولها إلى البويضة، وهو من علامات الخصوبة العالية في تلك الفترة.
- الإفرازات البيضاء الكريمية عند حدوث الحمل
يسبب تغير الهرمونات الأنثوية أثناء فترة الحمل زيادة الإفرازات المهبلية “وهو ما يعرف بال leukorrhea” ، وتكون تلك الإفرازات أيضًا بيضاء كريمية، لذا تستدل بعض السيدات على حدوث الحمل من خلال تلك الإفرازات.
في الظروف الطبيعية لا تحتوي تلك الإفرازات على أي رائحة أو لون متغير، كما أنها لا تسبب الحكة أو النزيف، أما إذا كنتِ تعانين من أي تلك الأعراض مع وجود إفرازات الحمل، فيجب عليك زيارة الطبيب للتأكد من وجود العدوى المهبلية.
- الإفرازات الكريمية عند ممارسة العلاقة الحميمة
عند ممارسة العلاقة الزوجية، قد تلاحظين أيضًا وجود بعض الإفرازات المهبلية البيضاء الكريمية بعد الانتهاء من العلاقة، وتدل تلك الإفرازات على خروج سائل المرأة، أو قد يشير ذلك إلى السائل المنوي عند ممارسة الجنس دون استخدام الواقي الذكري.
تقل تلك الإفرازات بشكل كبير عند الوصل إلى سن اليأس أو فترة انقطاع الطمث، وهو ما يؤدي إلى تحول تلك الإفرازات إلى لون داكن، لاختلاطها ببعض قطرات من الدم نتيجة إصابة المهبل بسبب الجفاف.
لا تؤدي تلك الإفرازات الداكنة أيضًا إلى القلق، فهي ظاهرة طبيعية في هذا السن، ويمكنك تجنبها عن طريق استخدام بعض الكريمات المهبلية والمرطبات التي تخفف من آثار الاحتكاك.
- الإفرازات البيضاء التي تدل على وجود عدوى مهبلية
تعتبر الإفرازات البيضاء أيضًا دليل على وجود عدوى مهبلية في بعض الأحيان، والتي من أشهرها العدوى الفطرية التي يسببها فطر المبيضات “Candida albicans“، والتي تحدث نتيجة التغير في حموضة المهبل.
تكون تلك الإفرازات أكثر سمكًا وأقل لزوجة، وتشبه إلى حد كبير الجبن، كما أن لها رائحة كريهة وتسبب الحكة الشديدة، وتؤدي لوجود مادة بيضاء تنتشر على المهبل من الخارج.
تدل أيضًا الإفرازات المهبلية على وجود عدوى بكتيرية خاصة أثناء الحمل، ولكنها تتميز برائحة قوية تشبه رائحة السمك، كما أن لونها قد يتغير من الأبيض إلى الرمادي أو الأصفر في بعض الأحيان، وهي علامة تستوجب زيارة الطبيب والحصول على العلاج لتجنب أي مضاعفات قد تحدث أثناء الحمل، مثل الطلق المبكر.
كم من الوقت تستمر الإفرازات البيضاء الكريمية
يختلف الوقت الذي تستغرقه الإفرازات البيضاء الكريمية بين سيدة وأخرى، فقد توجد تلك الإفرازات بشكل يومي لدى بعض السيدات، وقد تكون أقل من ذلك لدى البعض الآخر، ولكنه أمر طبيعي في الحالتين.
كما تختلف المدة التي تستغرقها الأنواع المختلفة من تلك الإفرازات، على حسب وقوعها في المراحل المختلفة من الشهر.
فالإفرازات التي تسبق الدورة الشهرية على سبيل المثال تظهر قبلها مباشرة بعدة أيام “يومين أو ثلاثة” وقد تختفي أثناء الدورة الشهرية، أو تستمر حتى يوم أو يومين بعد الدورة مباشرة.
أما إفرازات التبويض فتظهر قبل يوم أو يومين من يوم التبويض، وقد تستمر ل 3 أو 4 أيام.
وبالنسبة إلى إفرازات الحمل، فقد تظهر في بداية أيام الحمل، وتستمر طول فترة الحمل، إما بصورة طبيعية، أو بسبب العدوى البكتيرية التي تزيد نسبة حدوثها في تلك الفترة.
اقرأ من هنا : متى يتوقف ألم التبويض، وكم يوم يستمر الألم تقريبًا
متى يجب زيارة الطبيب بسبب الإفرازات الكريمية
في معظم الأحيان، لا يستوجب وجود الإفرازات الكريمية البيضاء زيارة الطبيب، طالما أنها لا تسبب لديكِ أي إزعاج، أو تظهر بصورة متغيرة عن المعتاد.
أما في بعض الحالات، فقد تحتاجين إلى زيارة الطبيب، إن كانت تلك الإفرازات مصاحبة بأي من الأعراض الآتية:
- ألم.
- حكة.
- نزيف.
- الشعور بحرقة أثناء التبول.
- الشعور بألم أثناء الجماع.
- تغير لون أو كمية الإفرازات.
- وجود رائحة كريهة مصاحبة لتلك الإفرازات.
- ظهور طفح جلدي أو غطاء أبيض على المهبل.
- تورم أو احمرار في المهبل.
عند ملاحظة أي من تلك الأعراض أو أي أعراض أخرى مختلفة مصاحبة للإفرازات البيضاء لديكِ، فنصيحة فيمينا إليك هل الحرص على تسجيل تلك الأعراض، ووقت حدوثها أثناء الشهر، وأخبري طبيبك الخاص بها، للوصول إلى التشخيص السليم واختيار العلاج المناسب لحالتِك.
الخلاصة
الإفرازات المهبلية هي ظاهرة طبيعية تحدث لجميع النساء على مدار الشهر، وذلك بصورة طبيعية للحفاظ على سلامة الجهاز التناسلي أو عند الإصابة بعدوى مهبلية، كما أنها أيضًا علامة على حدوث التبويض والحمل.
تعتبر الإفرازات الكريمية البيضاء هي النوع الأكثر شيوعًا في السيدات، حيث أن هناك الكثير من الحالات التي قد تسبب تلك الإفرازات، ويوجد لكل منها دلالة مختلفة.
من أمثلة تلك الإفرازات:
- الإفرازات الكريمية البيضاء قبل الدورة الشهرية، وعند حدوث التبويض.
- والإفرازات الكريمية بعد الحمل.
- والإفرازات البيضاء عند حدوث عدوى بكتيرية.
في أغلب الحالات، لا تحتاج تلك الإفرازات إلى زيارة الطبيب، ولكن إن كنت تعانين من بعض الأعراض الأخرى المصاحبة لتلك الإفرازات، مثل تغير رائحتها أو لونها، أو الشعور بالحكة، أو نزول بضع قطرات من الدم، فننصحكِ حينها بزيارة الطبيب والحصول على العلاج المناسب لحالتك.
اقرأ من هنا : تعرفي على الفرق بين مغص التبويض ومغص الحمل بالتفصيل
