تعد خصوبة المرأة من أهم العوامل التي تؤثر على قدرة الزوجين على الحمل والإنجاب، ونظرًا لتأخر سن الزواج الحالي، تعتبر الثلاثينات هي السن التي تبدأ فيها السيدات بالزواج والحمل لأول مرة، وهو ما يقلق الكثيرين بسبب انخفاض خصوبة المرأة مع التقدم في العمر.
في هذا المقال، نوضح لكِ ما هي خصوبة المرأة وما هي العوامل والأسباب التي قد تؤثر عليها، بالإضافة إلى أهم 5 طرق لتحسين خصوبة المرأة في الثلاثين.
خصوبة المرأة
خصوبة المرأة هي قدرة المرأة على الحمل والإنجاب مع عدم وجود أي مشاكل صحية تتطلب العلاج أو التدخل الطبي، تؤثر خصوبة المرأة على حوالي 30 % من حالات العقم، إلا أنه من حسن الحظ هناك الكثير من الحلول والعلاجات المتعلقة بتلك المشاكل، هناك الكثير من الخطوات التي يجب أن تكون سليمة حتى تتمتع المرأة بخصوبة عالية، أهمها عملية التبويض وحالة المبيض والرحم، نتعرف معًا في الفقرات التالية بالتفصيل على بعض العوامل والمشاكل المتعلقة بتلك الخطوات وكيفية تأثيرها على خصوبة المرأة في الثلاثين.
العوامل المؤثرة على خصوبة المرأة
هناك عدة عوامل تؤثر على خصوبة المرأة، بعض تلك العوامل يمكن التحكم فيها وتغييرها، منها على سبيل المثال:
العمر
تولد كل امرأة بعدد معين من البويضات في كل مبيض، يقل ذلك العدد تدريجيًا مع كل دورة شهرية، حيث يفرز كل مبيض بويضة واحدة في الشهر بالتبادل، وبعد عمر الثلاثين، تتناقص عدد وجودة تلك البويضات بشكل أسرع، خاصة مع الإجهاض المستمر.
الوزن
- يؤثر الوزن على خصوبة المرأة بشكل كبير، حيث تزيد السمنة المفرطة من احتمالية حدوث تكيسات المبيض أو زيادة مقاومة الجسم للإنسولين، مما يؤثر على عملية التبويض.
- كما تؤثر أيضًا النحافة المفرطة على إفراز الهرمونات بشكل سليم، مما يقلل أيضًا من خصوبة المرأة.
العلاقة الزوجية
- تعد العلاقة الزوجية من أهم العوامل المؤثرة على خصوبة المرأة، حيث يجب أن يتم ممارستها بشكل مستمر عند محاولة الإنجاب، خاصة أثناء فترة التبويض.
- ينصح الأطباء بممارسة العلاقة الحميمة مرتين إلى 3 مرات أسبوعيًا على الأقل، حيث تكون نسبة الحمل في كل مرة حوالي 15:25% فقط في كل مرة.
العادات اليومية
- توجد عدة عادات خاطئة قد تمارسها المرأة بشكل يومي، مما يؤثر على الخصوبة بالسلب، مثل التدخين أو شرب الكافيين والكحول بكميات كبيرة، حيث يؤثر ذلك على صحة المبيض وعملية التبويض.
- على الصعيد الآخر، تساعد بعض العادات الأخرى على زيادة خصوبة المرأة وتحسين حالة الجسم، مثل الحرص على ممارسة الرياضة وتناول غذاء صحي متوازن.
هل تقل خصوبة المرأة مع تقدمها في العمر؟
تعتبر عملية التبويض وحالة المبيض من أهم العوامل المؤثرة على خصوبة المرأة، ويرتبط العمر بتلك العوامل ارتباطًا وثيقًا، حيث تقل جودة وعدد البويضات التي تنتجها النساء خاصة بعد عمر 35، مما يقلل من الخصوبة مع التقدم في العمر.
ولكن هذا لا يعني أن المرأة لا تستطيع الحمل والإنجاب بعد الثلاثينات، إلا أن فرص الحمل تصبح أقل منها في سن العشرينات.
بالإضافة إلى ذلك، هناك الكثير من الحلول والتدخلات الطبية التي تساعد المرأة على الحمل والإنجاب حتى في عمر الأربعينات، مثل أدوية تحفيز المبيض وعمليات أطفال الأنابيب والحقن المجهري وغيرها
بعض الأسباب التي تسبب ضعف الخصوبة لدى النساء
لكي تتمكن المرأة من تحسين الخصوبة، يجب عليها الخضوع للكشف الطبي المفصل، حتى يتم تشخيص الأسباب التي تؤدي لضعف الخصوبة، ومعالجتها بالطريقة المناسبة، فهناك الكثير من العوامل والحالات الصحية التي تؤثر على الخصوبة لدى المرأة، والتي يمكن تصنيفها كما يلي:
أولًا: أسباب مرتبطة بالمبيض وعملية التبويض
- عملية التبويض هي العملية التي تخرج فيها البويضة من المبيض حتى تصبح جاهزة للتخصيب من الحيوان المنوي.
- ولكي تتم تلك العملية بشكل سليم يجب أن يتم إفراز الهرمونات الأنثوية بشكل متوازن، كما يجب أن يكون المبيض سليم، ولكن بعض الحالات الصحية تؤثر على تلك الخطوات، منها على سبيل المثال:
- تكيسات المبيض “Polycystic ovary syndrome- PCOs“، والتي تعتبر من أهم وأكثر الأمراض الشائعة بين النساء، وتؤثر على انتظام عملية التبويض والدورة الشهرية، مما يقلل من خصوبة المرأة بشكل كبير.
- زيادة إفراز هرمون اللبن “هرمون البولاكتين” والذي يؤدي إلى اضطراب إفراز هرمون الإستروجين، إما بسبب تناول بعض الأدوية المدرة لهرمون اللبن، أو بسبب اضطرابات الغدة النخامية.
- عدم إفراز الهرمون المنشط للحويصلات “FSH” والهرمون اللوتيني “LH” بانتظام، وذلك بسبب اضطرابات أو أورام الغدة النخامية، اضطرابات الغدة الدرقية، حيث يؤدي خمول الغدة الدرقية إلى صعوبة خروج البويضة من المبيض.
ثانيًا: أسباب مرتبطة بقناتي فالوب
تحدث عملية تخصيب البويضة بالحيوان المنوي داخل قناتي فالوب، ولكي يتم ذلك يجب أن تكون الأنابيب أو أحدها على الأقل سليم ومفتوح، ولكن هناك بعض الحالات التي تؤثر على قناتي فالوب مما يؤثر على الخصوبة، ويستوجب تلقيح البويضة خارج الجسم.
من أمثلة تلك الحالات:
- عدوى والتهابات الحوض التي تسبب التصاق قناتي فالوب.
- بعض العمليات الجراحية مثل المناظير أو عمليات المبيض، والتي تؤدي أيضًا لالتصاق الأنابيب.
ثالثًا: أسباب مرتبطة بالرحم
بعد حدوث عملية التخصيب، يتم زرع البويضة المخصبة داخل جدار الرحم حتى ينمو الجنين بشكل سليم، ولكن هناك بعض الحالات التي تصيب الرحم مما يؤثر على تلك الخطوة ويؤدي إلى فشل الحمل أو حدوث الإجهاض، مثل:
- بطانة الرحم المهاجرة.
- الأورام الليفية.
- الزوائد اللحمية.
طرق تحسين خصوبة المرأة في الثلاثين
نظرًا إلى تغير نمط الحياة العصرية، يعد سن الثلاثين هو بداية مرحلة الزواج والحمل بالنسبة إلى الكثير من السيدات، وقد تقل خصوبة المرأة في الثلاثين مقارنة بالسيدات اللاتي يحاولن الحمل والإنجاب في العشرينات، لذا إليكِ بعض الطرق التي تساعدك على تحسين الخصوبة وزيادة فرص الحمل في عمر الثلاثين:
تشخيص وعلاج أسباب ضعف الخصوبة
إن كنتِ تحاولين الحمل والإنجاب لمدة عام أو أكثر بالطرق الطبيعية دون الوصول إلى النتيجة المرجوة، فعلى الأغلب هناك مشكلة لديكِ أو لدى زوجك.
إن كانت لديك مشكلة تؤثر على خصوبتك، قد يساعد حل تلك المشكلة على زيادة الخصوبة بشكل كبير، فمشاكل التبويض على سبيل المثال يمكن علاجها بأبسط الطرق عن طريق تناول بعض الأدوية التي تساعد على تحفيز المبيض أو تحسين إفراز الهرمونات بشكل طبيعي.
كما يمكن علاج بعض مشاكل الرحم والتصاق الأنابيب عن طريق بعض طرق الحمل الأخرى، مثل عمليات الحقن المجهري أو تلقيح البويضة الخارجي.
الحصول على وزن مناسب
يعد الحصول على وزن مناسب وصحي من أهم طرق تحسين الخصوبة، حيث يساعد ذلك على تجنب الأمراض والحالات الصحية التي تقلل من الخصوبة، مثل تكيسات المبيض ومرض السكري واضطراب إفراز الهرمونات، لذا احرصي على تجنب السمنة أو النحافة المفرطة والحصول على جسم صحي ومتوازن لتحسين الخصوبة وتعزيز فرص الحمل.
قد يهمك: أفضل نظم غذائي لزيادة خصوبة المرأة الراغبة بالحمل.
الاهتمام باللياقة البدنية
يساعد ممارسة الرياضة والاهتمام باللياقة البدنية على تنشيط الدورة الدموية وإفراز الهرمونات الأنثوية بشكل سليم، كما يؤهل جسمك لاستقبال الحمل والاستعداد للإنجاب بأفضل صورة ممكنة.
ولكن احرصي على تجنب الإفراط في الرياضة حتى لا يؤدي ذلك إلى نتائج عكسية، حيث تؤدي الرياضة المفرطة إلى خلل إفراز الهرمونات، مما قد يقلل من انتظام الدورة الشهرية ويؤثر على الخصوبة.
تناول الأكلات والفواكه التي تساعد على زيادة الخصوبة
هناك الكثير من الأطعمة والفواكه الغنية بالعناصر الغذائية الهامة، والتي تساعد على تحسين الحالة الصحية للجسم وزيادة الخصوبة، مثل الحديد والفيتامينات وأوميجا 3 والكالسيوم والفولات وغيرها.
من أمثلة تلك الأطعمة:
- الأفوكادو.
- السلمون والمحار.
- الفواكه الحمضية كالبرتقال والرمان والليمون.
- البقوليات كالعدس.
- منتجات الألبان كاملة الدسم مثل الزبادي اليوناني والجبن.
- عين الجمل.
إليك بالتفصيل: أطعمة تساعد على زيادة الخصوبة عند المرأة.
ممارسة العلاقة الزوجية
ممارسة العلاقة الزوجية بانتظام تعد من أهم الخطوات التي ينصح بها الأطباء لزيادة الخصوبة وتعزيز فرص الحمل، خاصة أثناء فترة التبويض، حيث لا ينصح باستخدام أي أدوية أو وسائل خارجية للمساعدة على الحمل، إلا بعد محاولة الزوجين للحمل بطريقة طبيعية لمدة عام إلى عامين على الأقل.
متى أذهب للطبيب
يعتمد ذهابك للطبيب بشأن الخصوبة في الثلاثين على عمرك وحالتك الصحية، فمثلًا:
- إن كان سنك يتعدى 35 ولا تعانين من أي مشكلة، فنصيحة dopamineclinical لك أو حتى نصيحة الأطباء محاولة الإنجاب دون تدخل طبي لمدة عام قبل أي إجراء طبي.
- إن كان سنك ما بين 35 إلى 40، قد ينصحك الطبيب بالمحاولة لمدة 6 شهور قبل الإجراءات الطبية، ولكن يمكنك مناقشة ذلك معه.
- إن كان سنك يتعدى ال 40، يبدأ الطبيب في الإجراءات والفحوصات فورًا، وقد يقترح عليكِ استخدام بعض الوسائل المتقدمة مثل عمليات الحقن المجهري أو ما شابه.
اقرأ من هنا : علامات تدل على قوة الخصوبة عند المرأة – تعرفي عليها الآن
الخاتمة
تختلف خصوبة المرأة في الثلاثين مقارنة بسن العشرينات، حيث تقل خصوبة المرأة وقدرتها على التبويض وإنتاج بويضات ناضجة صالحة للتخصيب مع مرور الوقت، خاصة بعد سن 35.
ولكن لحسن الحظ، هناك الكثير من الطرق الطبية والأدوية التي تساعد المرأة على الحمل والإنجاب بسهولة في عمر الثلاثين عن وجود مشكلة، كما يمكنك اتباع الكثير من النصائح والطرق التي تساعدك على تحسين خصوبتك دون الحاجة لأي تدخل خارجي عند عدم وجود مشكلة صحية تؤثر على الخصوبة.
اقرأ من هنا : ما هو الفرق بين ضعف التبويض وصغر البويضة بالتفصيل