تتعرض بعض الأمهات لنوبات من الخوف والقلق بعد الولادة خاصة بعد ولادة الطفل الأول فيما يعرف “باكتئاب ما بعد الولادة”. ترى الأم جميع من حولها في حالة فرح وسعادة بقدوم مولودِِ جديد وزيادة أفراد العائلة شخصًا جديدًا، لكنها مضطربة من الداخل تشعر بالقلق تجاه عدة أمور تدور في رأسها وحدها. تشعر بزيادة عبء المسؤولية عليها، تفكر في إنسان جديد بين يديها مطالبة بتوفير متطلباته ورعايته بالإضافة لأعمالها المنزلية وحياتها العملية إذا كانت امرأة عاملة. فهيا بنا نتعرف في سطورنا القادمة على علامات اكتئاب ما بعد الحمل وكيفية التعامل معها.
من هم أكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة؟
وجد أن حوالي 45% من النساء تصبن باكتئاب ما بعد الحمل ومن هذه النساء من هن:
- تحت سن 20 سنة.
- النساء اللاتي لا يتلقين الدعم الكافي من عائلتهن.
- المرأة كثيرة القلق والخوف.
- من لديها أكثر من طفل.
- حدوث حمل وإنجاب لطفل دون تخطيط مسبق.
- من لديها تاريخ عائلي بمرض الاكتئاب أو ما يشابهه.
أسباب حدوث اكتئاب ما بعد الولادة
لا يوجد سبب واضح لاكتئاب ما بعد الحمل حتى الآن، ربما لأسباب هرمونية أو أسباب مكتسبة من ضغوط الحياة.
الأسباب الهرمونية:
- نتيجة الانخفاض المفاجئ لهرمون الاستروجين والبروجيسترون في الجسم بالإضافة إلى انخفاض هرمونات الغدة الدرقية (Thyroid gland).
- تؤدي هذه الاضطرابات الهرمونية إلى شعور الأم بنوبات من الخوف والقلق والكسل وعدم القدرة على إنجاز الأعمال.
أسباب مكتسبة من الحياة
نتيجة لشعور بالضغط والمسؤولية، وعدم تلقي الأم الدعم النفسي من زوجها أو أفراد عائلتها.
اقرأ ايضا: علاج رائحة المهبل الكريهة في المنزل
علامات وأنواع اكتئاب ما بعد الولادة
الجدير بالذكر أن حدة اكتئاب ما بعد الولادة تختلف من امرأة لأخرى فهناك ثلاث درجات لاضطرابات ما بعد الولادة وهما كالآتي:
الكآبة النفاسية بعد الولادة
تختلف علاماتها عن علامات اكتئاب ما بعد الحمل، إذ تظهر أعراض طفيفة على الأم بعد ولادة طفلها وتستمر لأيام قليلة وقد تستمر لأسبوع أو اثنين بالأكثر.
تتمثل أعراض الكآبة النفاسية فيما يلي:
- الحزن.
- القلق.
- البكاء.
- الشعور بالإرهاق وقلة التركيز.
- فقدان الشهية.
- اضطرابات النوم.
- العصبية والتوتر.
اكتئاب ما بعد الولادة
تعد علامات اكتئاب ما بعد الولادة أكثر حدة من علامات كآبة ما بعد الولادة.
الجدير بالذكر أنها من الممكن الظهور باكرًا في أثناء الحمل، أو تظهر بعد الولادة مباشرة. ربما تمتد علامات اكتئاب ما بعد الحمل لفترة بعد الولادة، قد تصل لعدة أشهر إذا لم تعالج.
تتمثل هذه العلامات فيما يلي:
- التغيرات المزاجية والشعور بالاكتئاب.
- البكاء الشديد.
- اعتزال الناس والمجتمع.
- صعوبة الارتباط بالطفل.
- الرغبة في النوم أو التعرض للأرق.
- فقدان الشهية أو رغبة في تناول المزيد من الطعام.
- فقدان الطاقة.
- الشعور بالتعب الشديد.
- العصبية والتوتر.
- جلد الذات وشعورها بأنها أم غير جيدة.
- اليأس.
- أفكار مؤذية تجاه الطفل وتجاه نفسها.
- التفكير في الموت والانتحار.
ذهان ما بعد الولادة
يعد أشد أنواع اضطرابات ما بعد الولادة خطرًا، لأن حياة الأم والطفل مهددة وتتمثل أعراضه فيما يلي:
- الأوهام والهلوسة.
- الوسواس.
- فقدان الإحساس بالزمان والمكان.
- محاولات لإيذاء الأم نفسها أو طفلها.
- تظهر هذه العلامات عادةً بعد أسبوع من الولادة، ويجب استشارة الطبيب فورًا وفصل الأم عند طفلها حتى تمام العلاج.
اقرأ ايضا: التهابات المهبل | أسبابها وطرق الوقاية منها
الوقاية والعلاج من اكتئاب ما بعد الولادة
- اخلقي لنفسك البيئة الهادئة حتى تتخطين هذه الفترة، حاولي تنظيم وقتك والاستعانة بالعائلة والأصدقاء المقربون.
- كذلك لا تضغطين نفسك بكثرة الأعمال والمهام، دون جلد ذاتك أو اتهامها بالتقصير.
- اسمعي الموسيقى الهادئة ومارسي بعض من التمارين الرياضية وتناول الطعام الصحي وبعض من مضادات الأكسدة مثل: زيت كبد الحوت.
- لكن إذا ظهرت عليكِ أي من العلامات السابقة والتي تشكل خطرًا على صحتك النفسية أو على طفلك. يجب عليكِ فورًا الاستعانة بالطبيب المختص.
- الجدير بالذكر أن الطبيب المختص سيتحدث معكِ ويزيد من وعيك ويساعدك على تخطي هذه الفترة.
- كما أنه سيصف لكِ بعض الأدوية المضادة للاكتئاب والآمنة مع الرضاعة مثل: سيرترالين (Sertraline).
الخاتمه
في الختام تذكري أن القلق واكتئاب ما بعد الولادة من الأمور الطبيعية، لذا لا تخجلي من طلب المساعدة واستشارة الطبيب النفسي. لا شك أن المساعدة والدعم النفسي ستعود على نفسك وطفلك بالإيجاب.