هل تشعرين ببعض الألم أسفل البطن بعد انتهاء الدورة الشهرية، ولا يمكنكِ تحديد ما إذا كان ذلك مغص التبويض أو مغص الحمل؟ تصاب بعض السيدات بمغص شديد بعد انتهاء أيام الدورة الشهرية، وقد يرجع ذلك إلى حدوث عملية التبويض أو إلى وجود الحمل.
نوضح لكِ في هذا المقال الفرق بين مغص التبويض ومغص الحمل بالتفصيل، كما نقدم لكِ بعض النصائح لتخفيف تلك الآلام ومعرفة متى يجب عليكِ زيارة الطبيب بشأنها.
ما هو مغص التبويض
عملية التبويض هي مرحلة خروج البويضة الناضجة من المبيض في منتصف الشهر “اليوم الـ 14 من الدورة التي تستمر لمدة 28 يوم” لتصبح جاهزة للتلقيح.
تشعر بعض السيدات ببعض الأعراض المصاحبة لعملية التبويض، إلا أن هذا لا يحدث لجميع السيدات، ولا يحدث بالضرورة كل شهر.
يعد مغص التبويض هو أشهر تلك الأعراض، حيث قد تشعرين بمغص أسفل البطن، أو على أحد الجانبي، على حسب المبيض الذي يخرج البويضة في ذلك الشهر، ويستمر هذا المغص لمدة يوم أو يومين على الأكثر.
ما هو مغص الحمل
مغص الحمل هو أحد الأعراض المبكرة التي تحدث في بدايات الحمل، وعلى الأغلب تلاحظ الكثير من النساء حدوث الحمل بسبب هذا المغص، خاصة مع تأخر الدورة الشهرية، يستمر مغص الحمل لفترة طويلة، وغالبًا ما يصاحبه شعور بالغثيان أو القيء، كما يصاحبه شعور عام بالإرهاق والتعب.
الفرق بين مغص التبويض ومغص الحمل
قد يختلط الأمر على بعض السيدات فيما يخص الفرق بين مغص التبويض ومغص الحمل، لذا توضح لكِ فيمينا بعض الفروقات الأساسية بينهما:
- متى يحدث كل من ألم التبويض والحمل
يكمن الفرق بين مغص التبويض ومغص الحمل بصورة أساسية في التوقيت، فغالبًا ما يحدث ألم التبويض في منتصف الدورة الشهرية، أي بعد انتهاء النزيف بأسبوع إلى 10 أيام.
أما مغص الحمل فيظهر في معظم الحالات بعد ميعاد الدورة الشهرية التالية، حيث تلاحظه السيدات عند تأخر الدورة.
- شكل مغص التبويض ومغص الحمل
يحدث مغص التبويض على هيئة ألم حاد على أحد الجانبين على حسب المبيض الذي تخرج منه البويضة، أو مغص أسفل البطن يشبه تقلصات الدورة الشهرية.
أما ألم الحمل فيحدث أسفل البطن أو الظهر مع الشعور بالثقل والانتفاخ، كما قد تشعر بعض السيدات ببعض التقلصات.
- سبب آلام التبويض والحمل
ينتج ألم التبويض نتيجة خروج البويضة الناضجة من المبيض، حيث تشير بعض النظريات إلى خروج بعض المواد الكيميائية التي تسبب إزعاجًا للغشاء البريتوني، بالإضافة إلى تمدد جدار الرحم أثناء العملية.
أما ألم الحمل فيحدث نتيجة انغراس الجنين في جدار الرحم في بداية الحمل، وهو ما يعرف باسم ألم الانغماس “implantation cramps“، كما يتمدد الرحم استعدادًا لنمو الجنين.
- فترة ألم التبويض ومغص الألم
يستمر مغص التبويض لعدة ساعات، وقد تطول المدة إلى يوم أو يومين على الأكثر، أما ألم الحمل فقد يستمر من بداية الحمل إلى نهاية الشهور الأولى من الحمل.
- الأعراض المصاحبة لمغص التبويض والحمل
قد تساعدك الأعراض المصاحبة لكل من مغص التبويض ومغص الحمل على التفريق بينهما بشكل واضح، وهي كالآتي:
الأعراض المصاحبة لمغص التبويض:
النزيف: قد تلاحظين أثناء فترة التبويض نزول بضع قطرات قليلة من الدم، ولكنها لا تستمر أكثر من يوم.
ارتفاع درجة الحرارة: إن قمتِ بقياس درجة حرارة الجسم عند الاستيقاظ بصورة يومية، قد لا تلاحظين ارتفاع درجة الحرارة بشكل طفيف أثناء أيام التبويض.
تغير الإفرازات المهبلية: تتغير الإفرازات المهبلية لتصبح أكثر شفافية وأقل لزوجة في أيام التبويض، لتسهيل عملية وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة.
زيادة الرغبة الجنسية: تزيد الرغبة الجنسية أثناء أيام التبويض حيث تتميز المرأة بخصوبة عالية أثناء تلك الفترة.
قد يهمك: أعراض التبويض للبنات غير المتزوجات.
الأعراض المصاحبة لمغص الحمل:
القيء والغثيان: دائمًا ما يصاحب مغص الحمل الشعور بالغثيان مع أو بدون القيء، خاصة في الصباح الباكر وفي الأيام الأولى من الحمل.
زيادة التبول: قد تلاحظين التبول بكثرة أثناء الفترة الأولى من الحمل، حيث يضغط الرحم على المثانة بصورة مستمرة.
الإرهاق: في بداية الحمل، قد تشعرين بحالة مستمرة من التعب والإرهاق مصاحبة لمغص الحمل.
آلام الثدي: تشعر السيدات ببعض الألم في الثدي، وزيادة الحساسية، وذلك نتيجة تغير الهرمونات، إلا أن هذا الألم يختفي بالتدريج مع مرور عدة أسابيع على الحمل.
الفرق بين مغص التبويض والحمل ومغص الدورة الشهرية
يعد الفرق الأساسي بين مغص التبويض ومغص الدورة الشهرية هو التوقيت، حيث يحدث مغص الدورة الشهرية في بداية الشهر مع حدوث النزيف وتشنجات البطن طوال أيام الحيض، أما ألم التبويض فيحدث لمدة يوم واحد في منتصف الشهر، ولا يصاحبه سوى قطرات بسيطة من الدم.
على الصعيد الآخر، لا يمكن الاعتماد على التوقيت للتفرقة بين مغص الحمل ومغص الدورة، حيث يحدث مغص الحمل عادة في ميعاد الدورة الشهرية أو عند تأخرها لعدة أيام، إلا أن مغص الحمل لا يصاحبه النزيف بشكل غزير كالدورة، كما أنه يستمر طوال فترة الحمل، على عمس ألم الدورة الذي يختفي بعد عدة أيام.
اقرأ من هنا : متى يتوقف ألم التبويض، وكم يوم يستمر الألم تقريبًا
كيف يمكنني التفريق بين مغص التبويض ومغص الحمل
إذا لم تستطيعِ تحديد الفرق بين مغص التبويض ومغص الحمل بناء على المعلومات والأعراض السابقة، فيمكنك معرفة ذلك عن طريق إجراء بعض الاختبارات في المنزل.
إلى جانب اختبار الحمل المنزلي الذي يمكن إجراؤه بعينة من البول، هناك أيضًا اختبار مشابه يعرف باختبار الإباضة، والذي يقيس كمية الهرمون اللوتيني LH في البول الذي يدل على حدوث التبويض.
تظهر نتيجة الحمل باختبار الحمل المنزلي بعد اسبوع إلى 10 أيام من حدوث الحمل، أما اختبار التبويض فيمكنكِ إجرائه في نفس يوم التبويض، أي يوم الشعور بالمغص.
علامات الحمل بعد التبويض
عادة ما تظهر علامات وأعراض الحمل بعد أول اسبوعين من حدوث الحمل، ويكون هذا بعض التبويض بحوالي اسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
ويعتمد الأطباء على تاريخ الدورة الشهرية الأخيرة “أي قبل عملية التبويض” عند حساب بداية الحمل، حيث لا يمكن تحديد اليوم الذي يحدث فيه الحمل بعينه بعض عملية التبويض، ومن أهم علامات الحمل.
- تأخر الدورة الشهرية.
- مغص الحمل.
- النزيف.
- زيادة التبول.
- الإرهاق المستمر.
- ألم وتورم الثدي.
- التقلبات المزاجية.
- الشعور بالانتفاخ.
- الإمساك.
دواعي اللجوء للطبيب لمغص التبويض
في معظم الأحوال لا يحتاج مغص التبويض إلى اللجوء إلى الطبيب، فهو ألم يستمر فقط عدة ساعات ويختفي من تلقاء نفسه، كما يستمر لمدة يوم أو يومين على الأكثر.
ولكن، يمكنكِ مراجعة الطبيب في حال استمر الألم في فترة التبويض لفترة أطول من ذلك، أو إذا لاحظتي وجود أي أعراض غريبة مثل النزيف الشديد أو الألم أثناء التبول مع المغص.
اقرأ من هنا : تعرفي على فوائد الزنجبيل للتبويض والحمل
دواعي اللجوء للطبيب لمغص الحمل
في بداية الحمل، يكون ألم الحمل شديدًا ومصاحبًا لكثير من الأعراض المذكورة سابقًا، ويخف هذا الألم تدريجيًا مع التقدم في الحمل.
ولكن هناك بعض الأعراض التي يجب عليكِ ملاحظتها لمراجعة الطبيب على الفور عند ظهورها مع مغص الحمل، منها على سبيل المثال:
- النزيف الشديد والمستمر.
- ألم حاد ومستمر أسفل البطن أو على أحد الجانبين يختلف عن مغص الحمل.
- الصداع المستمر.
- اضطراب الرؤية.
- زيادة الوزن بصورة كبيرة في فترة قصيرة.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الألم أثناء التبول.
- خروج بعض الإفرازات الصفراء أو ذات الرائحة الكريهة.
- نزول دم مع التبول.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- خروج ماء الرحم قبل ميعاد الولادة.
- حدوث انقباضات الرحم مع الشعور بالمغص قبل ميعاد الولادة.
- نصائح لتخفيف مغص التبويض
- يمكنكِ تخفيف مغص التبويض بكل سهولة عن طريق بعض الوصفات المنزلية، مثل استخدام قربة ماء دافئ على مكان الألم، أو الاستلقاء في حمام دافئ.
- كما يمكنكِ شرب بعض المشروبات الدافئة والأعشاب التي تساعد على تخفيف الألم، مثل القرفة أو الزنجبيل أو البابونج “الكاموميل“.
- أما إذا كان الألم شديد بصورة لا يمكن تحملها، يمكنكِ الاستعانة ببعض مسكنات الألم مثل البروفين أو الباراسيتامول.
نصائح لتخفيف مغص الحمل
غالبًا ما يرتبط ألم الحمل بحدوث تقلصات الرحم وزيادة تدفق الدم إليه أثناء فترة الحمل، لذا إليكِ بعض النصائح التي تقدمها لكِ فيمينا للمساعدة على تخفيف مغص الحمل.
- الاسترخاء والراحة في السرير عند الشعور بالألم لتقليل التقلصات قدر الإمكان.
- الحصول على حمام دافئ أو الاستلقاء في حوض الاستحمام (ولكن احرصي على عدم استخدام الصابون أو أي مواد كيميائية لتجنب خطر حدوث العدوى أو الالتهاب في المهبل).
- غيري وضعية الاستلقاء حتى تجدي الوضع الأكثر راحة بالنسبة إليكِ.
- قومي بعمل تمارين التمدد أو اليوجا.
- احرصي على شرب كميات كبيرة من الماء، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف لتجنب الإمساك الذي قد يزيد من مغص الحمل.
الخلاصة
تحتاج الكثير من السيدات إلى التفرقة بين مغص التبويض ومغص الحمل، حيث يختلط الأمر على البعض، وبشكل عام هناك خواص معينة تتعلق بكل نوع منهما.
فمغص التبويض يحدث في منتصف الدورة الشهرية نتيجة خروج البويضة الناضجة من المبيض، وعادة ما يكون مصاحبًا ببعض النزيف وتغيرات الإفرازات المهبلية وارتفاع درجة الحرارة بصورة طفيفة.
أما مغص الحمل فيحدث نتيجة انغماس الجنين في جدار الرحم وتمدد عضلات الرحم، وغالبًا ما يصاحبه بعض القيء والغثيان والإرهاق المستمر.
يمكن تخفيف كل من مغص الحمل والتبويض عن طريق بعض الطرق المنزلية البسيطة، مثل عمل الكمادات الدافئة واستخدام قربة الماء الدافئ على مكان الألم، أو الحصول على حمام دافئ.
عادة لا يتطلب مغص التبويض والحمل زيارة الطبيب، ولكن يجب عليك ملاحظة أي أعراض غريبة واستشارة الطبيب إن أصابتكِ، مثل: (النزيف أو الألم أثناء التبول أو الألم الشديد الحاد والمستمر).
قد يهمك هذا: الفرق بين ضعف التبويض وصغر البويضة.